المسألة الثالثة : (
فمن حاجك فيه ) أي في
عيسى عليه السلام ، وقيل : الهاء تعود إلى الحق ، في قوله : (
الحق من ربك ) ، (
من بعد ما جاءك من العلم ) بأن
عيسى عبد الله ورسوله - عليه السلام - ، وليس المراد هاهنا بالعلم نفس العلم ؛ لأن العلم الذي في قلبه لا يؤثر في ذلك ، بل المراد بالعلم ما ذكره بالدلائل العقلية
[ ص: 72 ] والدلائل الواصلة إليه بالوحي والتنزيل ، ( فقل تعالوا ) أصله تعاليوا ، لأنه تفاعلوا من العلو ، فاستثقلت الضمة على الياء ، فسكنت ، ثم حذفت لاجتماع الساكنين ، وأصله العلو والارتفاع ، فمعنى تعالى ارتفع ، إلا أنه كثر في الاستعمال حتى صار لكل مجيء ، وصار بمنزلة هلم .
المسألة الرابعة : هذه الآية دالة على أن
الحسن والحسين - عليهما السلام - كانا ابني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعد أن يدعو أبناءه ، فدعا
الحسن والحسين ، فوجب أن يكونا ابنيه ، ومما يؤكد هذا قوله تعالى في سورة الأنعام : (
ومن ذريته داود وسليمان ) [ الأنعام : 84 ] إلى قوله : (
وزكريا ويحيى وعيسى ) [ الأنعام : 85 ] ومعلوم
أن عيسى - عليه السلام - إنما انتسب إلى إبراهيم - عليه السلام - بالأم لا بالأب ، فثبت أن ابن البنت قد يسمى ابنا والله أعلم .