(
ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا )
قوله تعالى : (
ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا )
اعلم أنه تعالى لما ذكر فضائل البيت ومناقبه ، أردفه بذكر إيجاب الحج وفي الآية مسائل :
المسألة الأولى : قرأ
حمزة والكسائي وحفص عن
عاصم (
حج البيت ) بكسر الحاء والباقون بفتحها ، قيل : الفتح لغة
الحجاز ، والكسر لغة
نجد وهما واحد في المعنى ، وقيل هما جائزان مطلقا في اللغة ، مثل رطل ورطل ، وبزر وبزر ، وقيل المكسورة اسم للعمل والمفتوحة مصدر ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : يجوز أن تكون المكسورة أيضا مصدرا ، كالذكر والعلم .
المسألة الثانية : في قوله : (
من استطاع إليه سبيلا ) وجوه . الأول : قال
الزجاج : موضع " من " خفض على البدل من " الناس " والمعنى :
ولله على من استطاع من الناس حج البيت . الثاني : قال
الفراء إن نويت الاستئناف بمن كانت شرطا وأسقط الجزاء لدلالة ما قبله عليه ، والتقدير من استطاع إلى الحج سبيلا فلله عليه حج البيت . الثالث : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : يجوز أن يكون " من " في موضع رفع على معنى الترجمة للناس ، كأنه قيل : من الناس الذين عليهم لله حج البيت ؟ فقيل هم من استطاع إليه سبيلا .