أما قوله تعالى : (
فإنهم ظالمون ) ففيه مسائل :
المسألة الأولى : إن كان الغرض من الآية منعه من
الدعاء على الكفار صح الكلام وهو أنه تعالى سماهم ظالمين لأن الشرك ظلم ، قال تعالى : (
إن الشرك لظلم عظيم ) [ لقمان : 13 ] وإن كان الغرض منها منعه من الدعاء على المسلمين الذين خالفوا أمره صح الكلام أيضا ، لأن من عصى الله فقد ظلم نفسه .
المسألة الثانية : يحتمل أن يكون المراد من العذاب المذكور في هذه الآية عذاب الدنيا ، وهو القتل والأسر وأن يكون عذاب الآخرة ، وعلى التقديرين فعلم ذلك مفوض إلى الله .
المسألة الثالثة : قوله تعالى : (
فإنهم ظالمون ) جملة مستقلة ، إلا أن المقصود من ذكرها تعليل حسن التعذيب ، والمعنى : أو يعذبهم فإنه إن عذبهم إنما يعذبهم لأنهم ظالمون .