1. الرئيسية
  2. التفسير الكبير
  3. سورة آل عمران
  4. قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين
صفحة جزء
ثم قال تعالى : ( بل الله مولاكم وهو خير الناصرين ) والمعنى أنكم إنما تطيعون الكفار لينصروكم ويعينوكم على مطالبكم وهذا جهل ؛ لأنهم عاجزون متحيرون ، والعاقل يطلب النصرة من الله تعالى ؛ لأنه هو الذي ينصركم على العدو ويدفع عنكم كيده ، ثم بين أنه خير الناصرين ، ولو لم يكن المراد بقوله : ( مولاكم وهو خير الناصرين ) النصرة ، لم يصح أن يتبعه بهذا القول ، وإنما كان تعالى خير الناصرين لوجوه :

الأول : أنه تعالى هو القادر على نصرتك في كل ما تريد ، والعالم الذي لا يخفى عليه دعاؤك وتضرعك ، والكريم الذي لا يبخل في جوده ، ونصرة العبيد بعضهم لبعض بخلاف ذلك في كل هذه الوجوه .

والثاني : أنه ينصرك في الدنيا والآخرة ، وغيره ليس كذلك .

والثالث : أنه ينصرك قبل سؤالك ومعرفتك بالحاجة ، كما قال : ( قل من يكلؤكم بالليل والنهار ) [الأنبياء : 42] وغيره ليس كذلك .

واعلم أن قوله : ( وهو خير الناصرين ) ظاهره يقتضي أن يكون من جنس سائر الناصرين وهو منزه عن ذلك ، لكنه ورد الكلام على حسب تعارفهم كقوله : ( وهو أهون عليه ) [الروم : 27] .

التالي السابق


الخدمات العلمية