ثم قال تعالى : (
والله بصير بما يعملون ) والمقصود أنه تعالى لما ذكر أنه يوفي لكل أحد بقدر عمله جزاءه ، وهذا لا يتم إلا إذا كان عالما بجميع أفعال العباد على التفصيل الخالي عن الظن والريب والحسبان ، أتبعه ببيان كونه عالما بالكل تأكيدا لذلك المعنى ، وهو قوله : (
والله بصير بما يعملون ) وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13114محمد بن إسحاق صاحب المغازي في تأويل قوله : (
وما كان لنبي أن يغل ) وجها آخر ، فقال : ما كان لنبي أن يغل أي ما كان لنبي أن يكتم الناس ما بعثه الله به إليهم رغبة في الناس أو رهبة عنهم ، ثم قال : (
أفمن اتبع رضوان الله ) يعني رجح رضوان الله على رضوان الخلق ، وسخط الله على سخط الخلق ، (
كمن باء بسخط من الله ) فرجح سخط الخلق على سخط الله ، ورضوان الخلق على رضوان الله ، ووجه النظم على هذا التقرير أنه تعالى لما قال : (
فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ) بين أن ذلك إنما يكون معتبرا إذا كان على وفق الدين ، فأما إذا كان على خلاف الدين فإنه غير جائز ، فكيف يمكن التسوية بين من اتبع رضوان الله وطاعته ، وبين من اتبع رضوان الخلق ، وهذا الذي ذكره محتمل ، لأنا بينا أن الغلول عبارة عن الخيانة على سبيل الخفية ، وأما أن اختصاص هذا اللفظ بالخيانة في الغنيمة فهو عرف حادث .