المسألة الخامسة : القائلون بأن هذه الآية نازلة في الزنا يتوجه عليهم سؤالات :
السؤال الأول : ما
المراد من قوله : ( من نسائكم ) ؟
الجواب فيه وجوه :
أحدها : المراد ، من زوجاتكم كقوله : (
والذين يظاهرون من نسائهم ) [ المجادلة : 3 ] وقوله : (
من نسائكم اللاتي دخلتم بهن ) [ النساء : 23 ] .
وثانيها : من نسائكم ، أي من الحرائر كقوله : (
واستشهدوا شهيدين من رجالكم ) [ البقرة : 282 ] والغرض بيان أنه لا حد على الإماء .
وثالثها : من نسائكم ، أي من المؤمنات .
ورابعها : من نسائكم ، أي من الثيبات دون الأبكار .
السؤال الثاني : ما
معنى قوله : ( فأمسكوهن في البيوت ) ؟
الجواب : فخلدوهن محبوسات في بيوتكم ، والحكمة فيه أن المرأة إنما تقع في الزنا عند الخروج والبروز ، فإذا حبست في البيت لم تقدر على الزنا ، وإذا استمرت على هذه الحالة تعودت العفاف والفرار عن الزنا .
السؤال الثالث : ما
معنى ( يتوفاهن الموت ) والموت والتوفي بمعنى واحد ، فصار في التقدير : أو يميتهن الموت ؟
الجواب : يجوز أن يراد : حتى يتوفاهن ملائكة الموت ، كقوله : (
الذين تتوفاهم الملائكة ) [ النحل : 28 ] (
قل يتوفاكم ملك الموت ) [ السجدة : 11 ] أو حتى يأخذهن الموت ويستوفي أرواحهن .
السؤال الرابع : إنكم تفسرون قوله : (
أو يجعل الله لهن سبيلا ) بالحديث وهو قوله عليه الصلاة والسلام : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16012300قد جعل الله لهن سبيلا البكر تجلد والثيب ترجم " وهذا بعيد ؛ لأن هذا السبيل عليها لا لها ، فإن الرجم لا شك أنه أغلظ من الحبس .
والجواب : أن النبي عليه الصلاة والسلام فسر السبيل بذلك فقال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16012301خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا الثيب بالثيب جلد مائة ورجم بالحجارة ، والبكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام " ، ولما فسر الرسول صلى الله عليه وسلم السبيل بذلك وجب القطع بصحته ، وأيضا : له وجه في اللغة ، فإن المخلص من الشيء هو سبيل له ، سواء كان أخف أو أثقل .