النوع الثاني عشر : من المحرمات :
(
وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم ) قوله تعالى : (
وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم ) وفيه مسائل :
[ ص: 29 ]
المسألة الأولى : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي - رحمه الله - :
لا يجوز للأب أن يتزوج بجارية ابنه ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة - رضي الله عنه - : إنه يجوز ، احتج
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي فقال : جارية الابن حليلة ، وحليلة الابن محرمة على الأب ، أما المقدمة الأولى فبيانها بالبحث عن الحليلة فنقول : الحليلة فعيلة فتكون بمعنى الفاعل أو بمعنى المفعول ، ففيه وجهان :
أحدهما : أن يكون مأخوذا من الحل الذي هو الإباحة ، فالحليلة تكون بمعنى المحلة أي المحللة ، ولا شك أن الجارية كذلك فوجب كونها حليلة له .
الثاني : أن يكون ذلك مأخوذا من الحلول ، فالحليلة عبارة عن شيء يكون محل الحلول ، ولا شك أن الجارية موضع حلول السيد ، فكانت حليلة له ، أما إذا قلنا : الحليلة بمعنى الفاعل ففيه وجهان أيضا :
الأول : أنها لشدة اتصال كل واحد منهما بالآخر كأنهما يحلان في ثوب واحد وفي لحاف واحد وفي منزل واحد ولا شك أن الجارية كذلك .
الثاني : أن كل واحد منهما كأنه حال في قلب صاحبه وفي روحه لشدة ما بينهما من المحبة والألفة ، فثبت بمجموع ما ذكرناه أن جارية الابن حليلة ، وأما المقدمة الثانية وهي أن
حليلة الابن محرمة على الأب لقوله تعالى : (
وحلائل أبنائكم الذين ) لا يقال : إن أهل اللغة يقولون : حليلة الرجل زوجته لأنا نقول : إنا قد بينا بهذه الوجوه الأربعة من الاشتقاقات الظاهرة أن لفظ الحليلة يتناول الجارية ، فالنقل الذي ذكرتموه لا يلتفت إليه ، فكيف وهو شهادة على النفي ؟ فإنا لا ننكر أن لفظ الحليلة يتناول الزوجة ، ولكنا نفسره بمعنى يتناول الزوجة والجارية ، فقول من يقول إنه ليس كذلك شهادة على النفي ولا يلتفت إليه .