[ ص: 176 ] المسألة الثانية : قوله : (
فتكونون سواء ) رفع بالنسق على (
تكفرون ) والمعنى : ودوا لو تكونون ، والفاء عاطفة ولا يجوز أن يجعل ذلك جواب التمني ، ولو أراد ذلك على تأويل إذا كفروا استووا لكان نصبا ، ومثله قوله : (
ودوا لو تدهن فيدهنون ) [ القلم : 9 ] ولو قيل : " فيدهنوا " على الجواب لكان ذلك جائزا في الإعراب ، ومثله : (
ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ) [ النساء : 102 ] ومعنى قوله : (
فتكونون سواء ) أي في الكفر ، والمراد فتكونون أنتم وهم سواء إلا أنه اكتفى بذكر المخاطبين عن ذكر غيرهم لوضوح المعنى بسبب تقدم ذكرهم ، واعلم أنه تعالى لما شرح للمؤمنين كفرهم وشدة غلوهم في ذلك الكفر .