المسألة الأولى : قرأ ابن عامر ( تبغون ) بالتاء على الخطاب ، والباقون بالياء على المغايبة ، وقرأ السلمي ( أفحكم الجاهلية ) برفع الحكم على الابتداء ، وإيقاع " يبغون " خبرا وإسقاط الراجع عنه لظهوره ، وقرأ قتادة : " أبحكم الجاهلية " والمراد أن هذا الحكم الذي يبغونه إنما يحكم به حكام الجاهلية ، فأرادوا بشهيتهم أن يكون محمد خاتم النبيين حكما كأولئك الحكام .
وقيل : إنهم كانوا إذا وجب الحكم على ضعفائهم ألزموهم إياه ، وإذا وجب على أقويائهم لم يأخذوهم به ، فمنعهم الله تعالى منه بهذه الآية .
الثاني : أن المراد بهذه الآية أن يكون تعييرا لليهود بأنهم أهل كتاب وعلم مع أنهم يبغون حكم الجاهلية التي هي محض الجهل وصريح الهوى .
ثم قال تعالى : ( ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) اللام في قوله : ( لقوم يوقنون ) للبيان كاللام في ( هيت لك ) أي هذا الخطاب وهذا الاستفهام لقوم يوقنون ، فإنهم هم الذين يعرفون أنه لا أحد أعدل من الله حكما ، ولا أحسن منه بيانا .