وأما قوله تعالى : (
وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين )
[ ص: 58 ] ففيه مسألتان :
الأولى : قال صاحب الكشاف : محل (
لا نؤمن ) النصب على الحال بمعنى غير مؤمنين ، كقولك قائما ، والواو في قوله : ( ونطمع ) واو الحال .
فإن قيل : فما العامل في الحال الأولى والثانية ؟
قلنا : العامل في الأولى ما في اللام من معنى الفعل ، كأنه قيل : أي شيء حصل لنا حال كوننا غير مؤمنين ، وفي الثاني معنى هذا الفعل ولكن مقيدا بالحال الأولى ; لأنك لو أزلتها وقلت : وما لنا ونطمع لم يكن كلاما ، ويجوز أن يكون ( ونطمع ) حالا من (
لا نؤمن ) على أنهم أنكروا على أنفسهم أنهم لا يوحدون الله ويطمعون مع ذلك أن يصحبوا الصالحين ، وأن يكون معطوفا على قوله : (
لا نؤمن ) على معنى :
وما لنا نجمع بين التثليث وبين الطمع في صحبة الصالحين .
المسألة الثانية : تقدير الآية : ويدخلنا ربنا مع القوم الصالحين جنته ودار رضوانه ، قال تعالى : (
ليدخلنهم مدخلا يرضونه ) [الحج : 59] إلا أنه حسن الحذف لكونه معلوما .