أما قوله تعالى : (
ثم الذين كفروا بربهم يعدلون )
فاعلم أن العدل هو التسوية ، يقال : عدل الشيء بالشيء إذا سواه به ، ومعنى (
يعدلون ) يشركون به غيره .
فإن قيل : على أي شيء عطف قوله : (
ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ) ؟
قلنا : يحتمل أن يكون معطوفا على قوله : (
الحمد لله ) على معنى أن
الله حقيق بالحمد على كل ما خلق ؛ لأنه ما خلقه إلا نعمة (
ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ) فيكفرون بنعمته ، ويحتمل أن يكون معطوفا على قوله : (
خلق السماوات والأرض ) على معنى أنه خلق هذه الأشياء العظيمة التي لا يقدر عليها أحد سواه ، ثم إنهم يعدلون به جمادا لا يقدر على شيء أصلا .
فإن قيل : فما معنى ثم ؟
قلنا : الفائدة فيه استبعاد أن يعدلوا به بعد وضوح آيات قدرته ، والله أعلم .