(
من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين )
قوله تعالى (
من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين )
في الآية مسائل :
المسألة الأولى : اعلم أنه قرأ
أبو بكر عن
عاصم وحمزة والكسائي : ( يصرف ) بفتح الياء وكسر الراء . وفاعل الصرف على هذه القراءة الضمير العائد إلى ربي من قوله : (
إني أخاف إن عصيت ربي ) والتقدير : من يصرف هو عنه يومئذ العذاب .
وحجة هذه القراءة قوله : ( فقد رحمه ) فلما كان هذا فعلا مسندا إلى ضمير اسم الله تعالى وجب أن يكون الأمر في تلك اللفظة الأخرى على هذا الوجه ليتفق الفعلان ، وعلى هذا التقدير يكون صرف العذاب مسندا إلى الله تعالى ، وتكون الرحمة بعد ذلك مسندة إلى الله تعالى ، وأما الباقون فإنهم قرأوا : (
من يصرف عنه ) على فعل ما لم يسم فاعله ، والتقدير : من يصرف عنه عذاب يومئذ ، وإنما حسن ذلك لأنه تعالى أضاف العذاب إلى اليوم في قوله : (
عذاب يوم عظيم ) فلذلك أضاف الصرف إليه . والتقدير : من يصرف عنه عذاب ذلك اليوم .
المسألة الثانية : ظاهر الآية يقتضي كون ذلك اليوم مصروفا وذلك محال ، بل المراد عذاب ذلك اليوم ، وحسن هذا الحذف لكونه معلوما .