المسألة الرابعة : في بيان
اتصال قوله : ( الم ) بقوله : (
ذلك الكتاب ) قال صاحب الكشاف : إن جعلت (
الم ) اسما للسورة ففي التأليف وجوه :
الأول : أن يكون (
الم ) مبتدأ و (
ذلك ) مبتدأ ثانيا و (
الكتاب ) خبره والجملة خبر المبتدأ الأول ، ومعناه أن ذلك هو الكتاب الكامل ، كأن ما عداه من الكتب في مقابلته ناقص ، وإنه الذي يستأهل أن يكون كتابا
[ ص: 18 ] كما تقول : هو الرجل ، أي الكامل في الرجولية الجامع لما يكون في الرجال من مرضيات الخصال ، وأن يكون الكتاب صفة ، ومعناه هو ذلك الكتاب الموعود ، وأن يكون (
الم ) خبر مبتدأ محذوف أي هذه (
الم ) ويكون (
ذلك الكتاب ) خبرا ثانيا أو بدلا على أن الكتاب صفة ، ومعناه هو ذلك ، وأن تكون هذه (
الم ) جملة و (
ذلك الكتاب ) جملة أخرى وإن جعلت (
الم ) بمنزلة الصوت كان (
ذلك ) مبتدأ وخبره (
الكتاب ) أي ذلك الكتاب المنزل هو الكتاب الكامل ، أو الكتاب صفة والخبر ما بعده ، أو قدر مبتدأ محذوف ، أي هو يعني المؤلف من هذه الحروف ذلك الكتاب وقرأ عبد الله (
الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه ) [السجدة : 2] وتأليف هذا ظاهر .