( المسألة التاسعة ) :
أصل الإنفاق إخراج المال من اليد ، ومنه نفق المبيع نفاقا إذا كثر المشترون له ، ونفقت الدابة إذا ماتت أي خرج روحها ، ونافقاء الفأرة لأنها تخرج منها ومنه النفق في قوله تعالى : (
أن تبتغي نفقا في الأرض ) [الأنعام : 35] .
( المسألة العاشرة ) : في قوله : (
ومما رزقناهم ينفقون ) فوائد :
أحدها : أدخل من التبعيضية صيانة لهم ، وكفا عن الإسراف والتبذير المنهي عنه .
وثانيها : قدم مفعول الفعل دلالة على كونه أهم ، كأنه قال : ويخصون بعض المال بالتصدق به .
وثالثها : يدخل في الإنفاق المذكور في الآية ، الإنفاق الواجب ، والإنفاق المندوب ، والإنفاق الواجب أقسام :
أحدها : الزكاة وهي قوله في آية الكنز : (
ولا ينفقونها في سبيل الله ) [التوبة : 34] .
وثانيها : الإنفاق على النفس وعلى من تجب عليه نفقته .
وثالثها : الإنفاق في الجهاد .
وأما الإنفاق المندوب فهو أيضا إنفاق ؛ لقوله : (
وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت ) [المنافقون : 10] وأراد به الصدقة لقوله بعده : (
فأصدق وأكن من الصالحين ) [المنافقون : 10] فكل هذه الإنفاقات داخلة تحت الآية لأن كل ذلك سبب لاستحقاق المدح .