( المسألة الرابعة ) : اختلف أهل التفسير في المراد ههنا بقوله : (
الذين كفروا ) فقال قائلون : إنهم رؤساء
اليهود المعاندون الذين وصفهم الله تعالى بأنهم يكتمون الحق وهم يعلمون ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما ، وقال آخرون : بل المراد قوم من المشركين ،
كأبي لهب وأبي جهل والوليد بن المغيرة وأضرابهم ، وهم الذين جحدوا بعد البينة ، وأنكروا بعد المعرفة ، ونظيره ما قال الله تعالى : (
فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه ) [فصلت : 4 ، 5] وكان عليه السلام حريصا على أن يؤمن قومه جميعا حيث قال الله تعالى له : (
فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) [الكهف : 6] وقال : (
أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) [يونس : 99] ثم إنه سبحانه وتعالى بين له عليه السلام أنهم لا يؤمنون ليقطع طمعه عنهم ولا يتأذى بسبب ذلك ، فإن اليأس إحدى الراحتين .