المسألة الثالثة : اختلف الفقهاء في أن
توبة الزنديق هل تقبل أم لا ؟ والصحيح أنها مقبولة لوجوه :
الأول : هذه الآية ، فإن قوله :(
قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ) يتناول جميع أنواع الكفر .
فإن قيل : الزنديق لا يعلم من حاله أنه هل انتهى من زندقته أم لا ؟
قلنا : أحكام الشرع مبنية على الظواهر ، كما قال عليه السلام : "
نحن نحكم بالظاهر " فلما رجع وجب قبول قوله فيه .
الثاني : لا شك أنه مكلف بالرجوع ولا طريق له إليه إلا بهذه التوبة ، فلو لم تقبل لزم تكليف ما لا يطاق .
الثالث : قوله تعالى :(
وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ) [الشورى : 25] .