المسألة الثانية : احتج
هشام على
قوله إن الله تعالى لا يعلم الجزئيات إلا عند وقوعها بقوله :(
الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا ) قال : فإن معنى الآية : الآن علم الله أن فيكم ضعفا وهذا يقتضي أن علمه بضعفهم ما حصل إلا في هذا الوقت ، والمتكلمون أجابوا بأن معنى الآية : أنه تعالى قبل حدوث الشيء لا يعلمه حاصلا واقعا ، بل يعلم منه أنه سيحدث ، أما عند حدوثه ووقوعه فإنه يعلمه حادثا واقعا ، فقوله :(
الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا ) معناه : أن الآن حصل العلم بوقوعه وحصوله ، وقبل ذلك فقد كان الحاصل هو العلم بأنه سيقع أو سيحدث .
المسألة الثالثة : قرأ
عاصم وحمزة " علم أن فيكم ضعفا " بفتح الضاد وفي الروم مثله ، والباقون فيهما بالضم ، وهما لغتان صحيحتان ، الضعف والضعف كالمكث والمكث . وخالف
حفص عاصما في هذا الحرف وقرأهما بالضم وقال : ما خالفت
عاصما في شيء من القرآن إلا في هذا الحرف .