( المسألة الرابعة ) : قال صاحب الكشاف : اللفظ يحتمل أن تكون الأسماع داخلة في حكم الختم ، وفي حكم التغشية ، إلا أن الأولى دخولها في حكم الختم ، لقوله تعالى : (
وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ) [الجاثية : 23] ولوقفهم على سمعهم دون قلوبهم .
[ ص: 49 ] ( المسألة الخامسة ) :
الفائدة في تكرير الجار في قوله : ( وعلى سمعهم ) أنها لما أعيدت للأسماع كان أدل على شدة الختم في الموضعين .
( المسألة السادسة ) : إنما جمع القلوب والأبصار ووحد السمع لوجوه :
أحدها : أنه وحد السمع ؛ لأن لكل واحد منهم سمعا واحدا ، كما يقال : أتاني برأس الكبشين ، يعني رأس كل واحد منهما ، كما وحد البطن في قوله : "
كلوا في بعض بطنكمو تعيشوا
" يفعلون ذلك إذا أمنوا اللبس ، فإذا لم يؤمن كقولك : فرسهم وثوبهم ، وأنت تريد الجمع ، رفضوه .
الثاني : أن السمع مصدر في أصله ، والمصادر لا تجمع ، يقال : رجلان صوم ، ورجال صوم ، فروعي الأصل ، يدل على ذلك جمع الأذن في قوله : (
وفي آذاننا وقر ) [فصلت : 5] .
الثالث : أن نقدر مضافا محذوفا أي وعلى حواس سمعهم .
الرابع : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : إنه وحد لفظ السمع إلا أنه ذكر ما قبله وما بعده بلفظ الجمع ، وذلك يدل على أن المراد منه الجمع أيضا ، قال تعالى : (
يخرجهم من الظلمات إلى النور ) [المائدة : 16] (
عن اليمين وعن الشمال ) [المعارج : 37] قال الراعي :
بها جيف الحسرى فأما عظامها فبيض وأما جلدها فصليب
وإنما أراد جلودها ، وقرأ
ابن أبي عبلة [وعلى أسماعهم] .