(
واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ) .
ثم إنه تعالى ختم هذه الخاتمة بخاتمة أخرى لطيفة فقال : (
واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ) .
والمعنى أنه تعالى أمره باتباع الوحي والتنزيل ، فإن وصل إليه بسبب ذلك الاتباع مكروه فليصبر عليه
[ ص: 141 ] إلى أن يحكم الله فيه وهو خير الحاكمين . وأنشد بعضهم في الصبر شعرا فقال :
سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري وأصبر حتى يحكم الله في أمري سأصبر حتى يعلم الصبر أنني
صبرت على شيء أمر من الصبر
تم تفسير هذه السورة - والله أعلم بمراده وبأسرار كتابه - بعون الله وحسن توفيقه . يقول جامع هذا الكتاب : ختمت تفسير هذه السورة يوم السبت من شهر الله الأصم رجب سنة إحدى وستمائة ، وكنت ضيق الصدر كثير الحزن بسبب وفاة الولد الصالح
محمد أفاض الله على روحه وجسده أنوار المغفرة والرحمة ، وأنا ألتمس من كل من يقرأ هذا الكتاب وينتفع به من المسلمين أن يخص ذلك المسكين وهذا المسكين بالدعاء والرحمة والغفران ، والحمد لله رب العالمين ، وصلاته على خير خلقه
محمد وآله وصحبه أجمعين .