(
فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون )
[ ص: 160 ] (
وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين )
قوله تعالى : (
فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين ) .
قرئ " فأسر " بقطع الهمزة ووصلها من أسرى وسرى . وروى صاحب الكشاف عن صاحب الإقليد فسر " من " السير . والقطع آخر الليل . قال الشاعر :
افتحي الباب وانظري في النجوم كم علينا من قطع ليل بهيم
وقوله : (
واتبع أدبارهم ) معناه : اتبع آثار بناتك وأهلك .
وقوله : ( ولا يلتفت منكم أحد ) الفائدة فيه أشياء :
أحدها : لئلا يتخلف منكم أحد فيناله العذاب .
وثانيها : لئلا يرى عظيم ما ينزل بهم من البلاء .
وثالثها : معناه الإسراع وترك الاهتمام لما خلف وراءه كما تقول : امض لشأنك ولا تعرج على شيء .
ورابعها : لو بقي منه متاع في ذلك الموضع ، فلا يرجعن بسببه ألبتة .
وقوله : (
وامضوا حيث تؤمرون ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : يعني
الشام . قال
المفضل : حيث يقول لكم
جبريل ، وذلك لأن
جبريل عليه السلام أمرهم أن يمضوا إلى قرية معينة أهلها ما عملوا مثل عمل قوم لوط .
وقوله : (
وقضينا إليه ) عدى قضينا بإلى ; لأنه ضمن معنى أوحينا ، كأنه قيل : وأوحيناه إليه مقضيا مبتوتا ، ونظيره قوله تعالى : (
وقضينا إلى بني إسرائيل ) [الإسراء : 4] وقوله : (
ثم اقضوا إلي ) [يونس : 71] ثم إنه فسر بعد ذلك القضاء المبتوت بقوله : (
أن دابر هؤلاء مقطوع ) وفي إبهامه أولا ، وتفسيره ثانيا تفخيم للأمر وتعظيم له .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش " إن " بالكسر على الاستئناف كأن قائلا ، قال : أخبرنا عن ذلك الأمر ، فقال : إن دابر هؤلاء ، وفي قراءة
ابن مسعود . وقلنا : " أن دابر هؤلاء " ودابرهم آخرهم ، يعني : يستأصلون عن آخرهم حتى لا يبقى منهم أحد وقوله : (
مصبحين ) أي : حال ظهور الصبح .