(
وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون )
قوله تعالى : (
وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون )
اعلم أنه تعالى لما احتج على إثبات الإله في المرتبة الأولى بأجرام السماوات ، وفي المرتبة الثانية ببدن الإنسان ونفسه ، وفي المرتبة الثالثة بعجائب خلقة الحيوانات ، وفي المرتبة الرابعة بعجائب طبائع النبات ، ذكر في المرتبة الخامسة
الاستدلال على وجود الصانع بعجائب أحوال العناصر ، فبدأ منها بالاستدلال بعنصر الماء .
[ ص: 6 ] واعلم أن علماء الهيئة قالوا : ثلاثة أرباع كرة الأرض غائصة في الماء ، وذاك هو البحر المحيط ، وهو كلية عنصر الماء ، وحصل في هذا الربع المسكون سبعة من البحار كما قال بعده : (
والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ) [ لقمان : 27 ] والبحر الذي سخره الله تعالى للناس هو هذه البحار ، ومعنى تسخير الله تعالى إياها للخلق جعلها بحيث يتمكن الناس من الانتفاع بها إما بالركوب أو بالغوص .
واعلم أن منافع البحار كثيرة ، والله تعالى ذكر منها في هذه الآية ثلاثة أنواع :