المسألة السادسة عشرة : لقائل أن يقول :
لم وصف المهديون بالكثرة ، والقلة صفتهم ؛ لقوله : (
وقليل من عبادي الشكور ) [ سبأ : 13 ] ، (
وقليل ما هم ) [ ص : 24 ] ولحديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011355الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة " وحديث : "
الناس أخبر تقله " ، والجواب : أهل الهدى كثير في أنفسهم ، وحيث يوصفون بالقلة إنما يوصفون بها
[ ص: 136 ] بالقياس إلى أهل الضلال ، وأيضا فإن القليل من المهديين كثير في الحقيقة وإن قلوا في الصورة فسموا بالكثير ذهابا إلى الحقيقة .
المسألة السابعة عشرة : قال
الفراء : الفاسق أصله من قولهم : فسقت الرطبة من قشرها ؛ أي خرجت ، فكأن الفاسق هو الخارج عن الطاعة ، وتسمى الفأرة فويسقة لخروجها لأجل المضرة ، واختلف أهل القبلة في أنه
هل هو مؤمن أو كافر ، فعند أصحابنا أنه مؤمن ، وعند
الخوارج أنه كافر ، وعند
المعتزلة أنه لا مؤمن ولا كافر ، واحتج المخالف بقوله تعالى : (
بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) [ الحجرات : 11 ] ، وقال : (
إن المنافقين هم الفاسقون ) [ التوبة : 67 ] ، وقال : (
حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان ) [ الحجرات : 7 ] ، وهذه المسألة طويلة مذكورة في علم الكلام .