المسألة الثانية : احتج أهل الإباحة
بقوله تعالى : ( خلق لكم ما في الأرض جميعا ) على أنه تعالى خلق الكل للكل فلا يكون لأحد اختصاص بشيء أصلا ، وهو ضعيف ؛ لأنه تعالى قابل الكل بالكل ، فيقتضي مقابلة الفرد بالفرد ، والتعيين يستفاد من دليل منفصل ، والفقهاء رحمهم الله استدلوا به على أن
الأصل في المنافع الإباحة ، وقد بيناه في أصول الفقه .
المسألة الثالثة : قيل : إنها تدل على حرمة أكل الطين ؛ لأنه تعالى خلق لنا ما في الأرض دون نفس الأرض ، ولقائل أن يقول في جملة الأرض ما يطلق عليه أنه في الأرض ، فيكون جمعا للموضعين ، ولا شك أن المعادن داخلة في ذلك ، وكذلك عروق الأرض وما يجري مجرى بعض لها ، ولأن تخصيص الشيء بالذكر لا يدل على نفي الحكم عما عداه .
المسألة الرابعة : قوله : (
خلق لكم ما في الأرض جميعا ) يقتضي أنه
لا تصح الحاجة على الله تعالى وإلا لكان قد فعل هذه الأشياء لنفسه أيضا لا لغيره .