السؤال الثاني :
لماذا جمع الله بين مواضع عبادات اليهود والنصارى وبين مواضع عبادة المسلمين ؟ الجواب : لأجل ما سألت عنه اختلفوا على وجوه :
أحدها : قال
الحسن : المراد بهذه المواضع أجمع مواضع المؤمنين ، وإن اختلفت العبارات عنها . وثانيها : قول
الزجاج : ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدم في شرع كل نبي المكان الذي يصلى فيه ، فلولا ذلك الدفع لهدم في زمن
موسى الكنائس التي كانوا يصلون فيها في شرعه ، وفي زمن
عيسى الصوامع ، وفي زمن نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم المساجد ، فعلى هذا إنما دفع عنهم حين كانوا على الحق قبل التحريف وقبل النسخ . وثالثها : بل المراد لهدمت هذه الصوامع في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لأنها على كل حال يجري فيها ذكر الله تعالى فليست بمنزلة عبادة الأوثان .