(
وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )
قوله تعالى : (
وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )
اعلم أن هذا هو النعمة الرابعة من
النعم العامة على جميع البشر وهو أنه سبحانه وتعالى جعل أبانا مسجود الملائكة ؛ وذلك لأنه تعالى ذكر تخصيص
آدم بالخلافة أولا ثم تخصيصه بالعلم الكثير ثانيا ، ثم بلوغه في العلم إلى أن صارت الملائكة عاجزين عن بلوغ درجته في العلم ، وذكر الآن كونه مسجودا للملائكة ، وههنا مسائل :
المسألة الأولى :
الأمر بالسجود حصل قبل أن يسوي الله تعالى خلقة آدم عليه السلام بدليل قوله :
إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) [ص : 71 ، 72] وظاهر هذه الآية يدل على أنه عليه السلام لما صار حيا صار مسجود الملائكة ؛ لأن الفاء في قوله : ( فقعوا ) للتعقيب ، وعلى هذا التقدير يكون تعليم الأسماء ومناظرته مع الملائكة في ذلك حصل بعد أن صار مسجود الملائكة .