1. الرئيسية
  2. التفسير الكبير
  3. سورة النور
  4. قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم
صفحة جزء
أما قوله تعالى : ( ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ) ففيه مسائل :

المسألة الأولى : قوله : ( ثلاث مرات ) يعني ثلاث أوقات ، لأنه تعالى فسرهن بالأوقات ، وإنما قيل ثلاث مرات للأوقات لأنه أراد مرة في كل وقت من هذه الأوقات ، لأنه يكفيهم أن يستأذنوا في كل واحد من هذه الأوقات مرة واحدة ، ثم بين الأوقات فقال : ( من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ) ، يعني الغالب في هذه الأوقات الثلاثة أن يكون الإنسان متجردا عن الثياب مكشوف العورة .

المسألة الثانية : قوله : ( ثلاث عورات ) قرأ أهل الكوفة : "ثلاث" بالنصب على البدل من قوله : ( ثلاث مرات ) وكأنه قال : في أوقات ثلاث عورات لكم ، فلما حذف المضاف أعرب المضاف إليه بإعرابه . وقراءة الباقين بالرفع ، أي : هي ثلاث عورات ، فارتفع لأنه خبر مبتدأ محذوف ، قال القفال : فكأنه المعنى ثلاث انكشافات ، والمراد وقت الانكشاف .

المسألة الثالثة : العورة الخلل ومنه اعور الفارس واعور المكان ، والأعور المختل العين ، فسمى الله تعالى كل واحدة من تلك الأحوال عورة ، لأن الناس يختل حفظهم وتسترهم فيها .

المسألة الرابعة : الآية دالة على أن الواجب اعتبار العلل في الأحكام إذا أمكن ، لأنه تعالى نبه على العلة في هذه الأوقات الثلاثة من وجهين :

أحدهما : بقوله تعالى : ( ثلاث عورات لكم ) .

والثاني : بالتنبيه على الفرق بين هذه الأوقات الثلاثة وبين ما عداها بأنه ليس ذاك إلا لعلة التكشف في هذه الأوقات الثلاثة ، وأنه لا يؤمن وقوع التكشف فيها ، وليس كذلك ما عدا هذه الأوقات .

التالي السابق


الخدمات العلمية