[ ص: 181 ] النوع الخامس : ما يتعلق بالحشر والنشر
(
أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )
قوله تعالى : (
أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )
اعلم أنه تعالى لما عدد نعم الدنيا أتبع ذلك بنعم الآخرة بقوله : (
أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ) لأن
نعم الآخرة بالثواب لا تتم إلا بالإعادة بعد الابتداء والإبلاغ إلى حد التكليف ، فقد تضمن الكلام كل هذه النعم ، ومعلوم أنها لا تتم إلا بالأرزاق فلذلك قال : (
ومن يرزقكم من السماء والأرض ) ، ثم قال : (
أإله مع الله ) منكرا لما هم عليه ، ثم بين بقوله : (
قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) أن لا برهان لكم ، فإذن هم مبطلون ، وهذا يدل على أنه لا بد في الدعوى من وعلى فساد التقليد ، فإن قيل : كيف قيل لهم : (
أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ) وهم منكرون للإعادة ؟ جوابه : كانوا معترفين بالابتداء ، ودلالة الابتداء على الإعادة دلالة ظاهرة قوية ، فلما كان الكلام مقرونا بالدلالة الظاهرة صاروا كأنهم لم يبق لهم عذر في الإنكار ، وههنا آخر الدلائل المذكورة على
كمال قدرة الله تعالى .