[ ص: 59 ] (
وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين )
قوله تعالى : (
وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين )
ثم قال تعالى : (
وعادا وثمود ) أي
وأهلكنا عادا وثمود لأن قوله تعالى : (
فأخذتهم الرجفة ) دل على الإهلاك (
وقد تبين لكم من مساكنهم ) الأمر وما تعتبرون منه ، ثم بين سبب ما جرى عليهم فقال : (
وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل ) فقوله : (
وزين لهم الشيطان أعمالهم ) يعني :
عبادتهم لغير الله (
فصدهم عن السبيل ) يعني : عبادة الله (
وكانوا مستبصرين ) يعني بواسطة الرسل يعني فلم يكن لهم في ذلك عذر ، فإن الرسل أوضحوا السبل . ثم قال تعالى : (
وقارون وفرعون وهامان ) عطفا عليهم أي : وأهلكنا
قارون وفرعون
وهامان .
ثم قال تعالى : (
ولقد جاءهم موسى بالبينات ) كما قال في
عاد وثمود : (
وكانوا مستبصرين ) أي : بالرسل ، ثم قال تعالى : (
فاستكبروا ) أي : عن عبادة الله . وقوله : (
في الأرض ) إشارة إلى ما يوضح قلة عقلهم في استكبارهم ، وذلك لأن من في الأرض أضعف أقسام المكلفين ، ومن في السماء أقواهم ، ثم إن
من في السماء لا يستكبر على الله وعن عبادته ، فكيف [ يستكبر ] من في الأرض . ثم قال تعالى : (
وما كانوا سابقين ) أي : ما كانوا يفوتون الله لأنا بينا في قوله تعالى : (
وما أنتم بمعجزين في الأرض ) (العنكبوت : 22 ) أن المراد أن
أقطار الأرض في قبضة قدرة الله .