(
فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون )
ثم قال تعالى : (
فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون )
إشارة إلى أن
المانع من التوحيد هو الحياة الدنيا ، وبيان ذلك هو أنهم إذا انقطع رجاؤهم عن الدنيا رجعوا إلى الفطرة الشاهدة بالتوحيد ووحدوا وأخلصوا ، فإذا أنجاهم وأرجأهم عادوا إلى ما كانوا عليه من حب الدنيا وأشركوا .
ثم قال تعالى : (
ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون )
وفيه وجهان .
أحدهما : أن اللام لام كي ، أي يشركون ليكون إشراكهم كفرا بنعمة الإنجاء ، وليتمتعوا بسبب الشرك فسوف يعلمون بوبال عملهم حين زوال أملهم .
والثاني : أن تكون اللام لام الأمر ويكون المعنى ليكفروا على التهديد . كما قال تعالى :
[ ص: 82 ] (
اعملوا ما شئتم ) [ فصلت : 40 ] وكما قال [الأنعام : 135] : (
اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون ) فساد ما تعملون .