(
قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم )
ثم قال تعالى : (
قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون ) أضاف الإجرام إلى النفس وقال في حقهم : (
ولا نسأل عما تعملون ) ذكر بلفظ العمل لئلا يحصل الإغضاب المانع من الفهم ، وقوله : (
لا تسألون ) (
ولا نسأل ) زيادة حث على النظر وذلك لأن كل أحد إذا كان مؤاخذا بجرمه فإذا احترز نجا ، ولو كان البريء يؤاخذ بالجرم لما كفى النظر .
(
قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم )
ثم قال تعالى : (
قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم ) أكد
ما يوجب النظر والتفكر ، فإن مجرد الخطأ والضلال واجب الاجتناب ، فكيف إذا كان يوم عرض وحساب وثواب وعذاب ، وقوله : (
يفتح ) قيل : معناه يحكم ، ويمكن أن يقال بأن الفتح ههنا مجاز ، وذلك لأن الباب المغلق والمنفذ المسدود يقال فيه فتحه على طريق الحقيقة . ثم إن الأمر إذا كان فيه انغلاق وعدم وصول إليه فإذا بينه أحد يكون قد فتحه وقوله : (
وهو الفتاح العليم ) إشارة إلى أن حكمه يكون مع العلم لا مثل حكم من يحكم بما يتفق له بمجرد هواه .