المسألة الأولى :
الغثاء ما يبس من النبت فحملته الأودية والمياه وألوت به الرياح ، وقال
قطرب واحد الغثاء غثاءة .
المسألة الثانية : الحوة السواد ، وقال بعضهم : الأحوى هو الذي يضرب إلى السواد إذا أصابته رطوبة ، وفي أحوى قولان : أحدهما : أنه نعت الغثاء أي صار بعد الخضرة يابسا فتغير إلى السواد ، وسبب ذلك
[ ص: 128 ] السواد أمور . أحدها : أن العشب إنما يجف عند استيلاء البرد على الهواء ، ومن شأن البرودة أنها تبيض الرطب وتسود اليابس .
وثانيها : أن يحملها السيل فيلصق بها أجزاء كدرة فتسود .
وثالثها : أن يحملها الريح فتلصق بها الغبار الكثير فتسود .
القول الثاني : وهو اختيار
الفراء وأبي عبيدة ، وهو أن يكون الأحوى هو الأسود لشدة خضرته ، كما قيل : " مدهامتان " أي سوداوان لشدة خضرتهما ، والتقدير الذي أخرج المرعى أحوى فجعله غثاء ، كقوله : (
ولم يجعل له عوجا قيما ) [ الكهف : 1 ] أي أنزل قيما ولم يجعل له عوجا .