(
فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة )
الصفة الثالثة للجنة : قوله تعالى : (
فيها عين جارية ) قال صاحب الكشاف : يريد عيونا في غاية الكثرة كقوله : (
علمت نفس ) [ الانفطار : 5 ] قال
القفال : فيها عين شراب جارية على وجه الأرض في غير أخدود وتجري لهم كما أرادوا ، قال
الكلبي : لا أدري بماء أو غيره .
[ ص: 142 ]
الصفة الرابعة : قوله تعالى : (
فيها سرر مرفوعة ) أي عالية في الهواء وذلك لأجل أن
يرى المؤمن إذا جلس عليها جميع ما أعطاه ربه في الجنة من النعيم والملك ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15787خارجة بن مصعب : بلغنا أنها بعضها فوق بعض فيرتفع ما شاء الله فإذا جاء ولي الله ليجلس عليها تطامنت له فإذا استوى عليها ارتفعت إلى حيث شاء الله ، والأول أولى ، وإن كان الثاني أيضا غير ممتنع لأن ذلك بما كان أعظم في سرور المكلف ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هي سرر ألواحها من ذهب مكللة بالزبرجد والدر والياقوت مرتفعة في السماء .
الصفة الخامسة : قوله تعالى : (
وأكواب موضوعة ) الأكواب الكيزان التي لا عرى لها قال
قتادة : فهي دون الأباريق . وفي قوله : (
موضوعة ) وجوه :
أحدها : أنها معدة لأهلها كالرجل يلتمس من الرجل شيئا فيقول هو ههنا موضوع بمعنى معد .
وثانيها : موضوعة على حافات العيون الجارية كلما أرادوا الشرب وجدوها مملوءة من الشراب .
وثالثها : موضوعة بين أيديهم لاستحسانهم إياها بسبب كونها من ذهب أو فضة أو من جوهر ، وتلذذهم بالشراب منها .
ورابعها : أن يكون المراد موضوعة عن حد الكبر أي هي أوساط بين الصغر والكبر كقوله : (
قدروها تقديرا ) [ الإنسان : 16 ]
الصفة السادسة : قوله تعالى : (
ونمارق مصفوفة ) . النمارق هي الوسائد في قول الجميع واحدها " نمرقة " بضم النون ، وزاد
الفراء سماعا عن العرب " نمرقة " بكسر النون ، قال
الكلبي : وسائد مصفوفة بعضها إلى جانب بعض أينما أراد أن يجلس جلس على واحدة واستند إلى أخرى .
الصفة السابعة : قوله تعالى : (
وزرابي مبثوثة ) يعني البسط والطنافس واحدها زربية وزربي بكسر الزاي في قول جميع أهل اللغة ، وتفسير " مبثوثة " مبسوطة منشورة أو مفرقة في المجالس .