(
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )
قوله تعالى (
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )
[ ص: 136 ] اعلم أن
القفال - رحمه الله - قال : هذا متعلق بقوله : (
واستعينوا بالصبر والصلاة ) أي : استعينوا بالصبر والصلاة فإنا نبلوكم بالخوف وبكذا وفيه مسائل :
المسألة الأولى : فإن قيل إنه تعالى قال : (
واشكروا لي ولا تكفرون ) والشكر يوجب المزيد على ما قال : (
لئن شكرتم لأزيدنكم ) [ إبراهيم : 7 ] فكيف أردفه بقوله : (
ولنبلونكم بشيء من الخوف ) والجواب من وجهين :
الأول : أنه تعالى أخبر أن إكمال الشرائع إتمام النعمة ، فكان ذلك موجبا للشكر ، ثم أخبر أن القيام بتلك الشرائع لا يمكن إلا بتحمل المحن ، فلا جرم أمر فيها بالصبر .
الثاني : أنه تعالى أنعم أولا فأمر بالشكر ، ثم
ابتلى وأمر بالصبر ، لينال الرجل درجة الشاكرين والصابرين معا ، فيكمل إيمانه على ما قال - عليه الصلاة والسلام - :
" الإيمان نصفان : نصف صبر ونصف شكر " .
المسألة الثانية : روي عن
عطاء ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس أن المراد بهذه المخاطبة أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الهجرة .