المسألة الثانية : دلت الآية على أن
الشيطان لا يأمر إلا بالقبائح ؛ لأنه تعالى ذكره بكلمة (
إنما ) وهي للحصر . وقال بعض العارفين : إن الشيطان قد يدعو إلى الخير لكن لغرض أن يجره منه إلى الشر ، وذلك يدل على أنواع :
إما أن يجره من الأفضل إلى الفاضل ليتمكن من أن يخرجه من الفاضل إلى الشر ، وإما أن يجره من الفاضل الأسهل إلى الأفضل الأشق ليصير ازدياد المشقة سببا لحصول النفرة عن الطاعة بالكلية .
المسألة الثالثة : قوله تعالى : (
وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) يتناول جميع المذاهب الفاسدة ، بل يتناول
مقلد الحق ؛ لأنه وإن كان مقلدا للحق لكنه قال ما لا يعلمه فصار مستحقا للذم لاندراجه تحت الذم في هذه الآية .