أما قوله تعالى : (
إن كنتم إياه تعبدون ) ففيه مسائل :
المسألة الأولى : في هذه الآية وجوه :
أحدها : (
واشكروا لله ) إن كنتم عارفين بالله وبنعمه ، فعبر عن معرفة الله تعالى بعبادته ، إطلاقا لاسم الأثر على المؤثر .
وثانيها : معناه : إن كنتم تريدون أن تعبدوا الله فاشكروه ، فإن
الشكر رأس العبادات .
وثالثها : (
واشكروا لله ) الذي رزقكم هذه النعم (
إن كنتم إياه تعبدون ) أي إن صح أنكم تخصونه بالعبادة وتقرون أنه سبحانه المنعم لا غيره ، عن
أنس رضي الله عنه عن
[ ص: 10 ] النبي صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى :
إني والجن والإنس في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري ، وأرزق ويشكر غيري " .
المسألة الثانية : احتج من قال : إن المعلق بلفظ : ( إن ) ، لا يكون عدما عند عدم ذلك الشيء بهذه الآية ، فإنه تعالى علق الأمر بالشكر بكلمة ( إن ) على فعل العباد ، مع أن من لا يفعل هذه العبادات يجب عليه الشكر أيضا .