ولما تلخص هذا البحث فنقول : الآية بقيت فيها أبحاث لفظية نذكرها في معرض السؤال والجواب .
البحث الأول : كيف تركيب قوله : (
فمن عفي له من أخيه شيء ) ؟
الجواب : تقديره : فمن له من أخيه شيء من العفو ، وهو كقوله : سير بزيد بعض السير ، وطائفة من السير .
البحث الثاني : أن ( عفي ) يتعدى بعن لا باللام فما وجه قوله : (
فمن عفي له ) ] .
الجواب : أنه يتعدى بعن إلى الجاني وإلى الذنب ، فيقال : عفوت عن فلان وعن ذنبه ، قال الله تعالى : (
عفا الله عنك ) [ التوبة : 43 ] فإذا تعدى إلى الذنب قيل : عفوت عن فلان عما جنى ، كما تقول : عفوت له عن ذنبه ، وتجاوزت له عنه ، وعليه هذه الآية ، كأنه قيل : فمن عفي له من جنايته ، فاستغنى عن ذكر الجناية .