أما قوله : (
للوالدين والأقربين ) ففيه مسائل :
المسألة الأولى : اعلم أن الله تعالى لما بين أن
الوصية واجبة ، بين بعد ذلك أنها واجبة لمن فقال : ( للوالدين والأقربين ) ، وفيه وجهان :
الأول : قال
الأصم : إنهم كانوا يوصون للأبعدين طلبا للفخر والشرف ، ويتركون الأقارب في الفقر والمسكنة ، فأوجب الله تعالى في أول الإسلام الوصية لهؤلاء منعا للقوم عما كانوا اعتادوه وهذا بين .
الثاني : قال آخرون : إن إيجاب هذه الوصية لما كان قبل آية المواريث ، جعل الله الخيار إلى الموصي في ماله وألزمه أن لا يتعدى في إخراجه ماله بعد موته عن الوالدين والأقربين فيكون واصلا إليهم بتمليكه واختياره ، ولذلك لما نزلت آية المواريث قال عليه الصلاة والسلام : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011745إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث " فبين أن ما تقدم كان واصلا إليهم بعطية الموصي ، فأما الآن فالله تعالى قدر لكل ذي حق حقه ، وأن عطية الله أولى من عطية الموصي ، وإذا كان كذلك فلا وصية لوارث البتة ، فعلى هذا الوجه كانت الوصية من قبل واجبة للوالدين والأقربين .