أما قوله : (
إن الله غفور رحيم ) ففيه أيضا سؤال : وهو أن هذا الكلام إنما يليق بمن فعل فعلا لا يجوز ، أما هذا الإصلاح فهو من جملة الطاعات فكيف به هذا الكلام ؟ وجوابه من وجوه :
أحدها : أن هذا من باب
[ ص: 59 ] تنبيه الأدنى على الأعلى كأنه قال : أنا الذي أغفر الذنوب ثم أرحم المذنب ، فبأن أوصل رحمتي وثوابي إليك مع أنك تحملت المحن الكثيرة في إصلاح هذا المهم كان أولى .
وثانيها : يحتمل أن يكون المراد أن ذلك الموصي الذي أقدم على الجنف والإثم متى أصلحت وصيته فإن الله غفور رحيم يغفر له ويرحمه بفضله .
وثالثها : أن
المصلح ربما احتاج في إيتاء الإصلاح إلى أقوال وأفعال كان الأولى تركها ، فإذا علم تعالى منه أن غرضه ليس إلا الإصلاح فإنه لا يؤاخذه بها ؛ لأنه غفور رحيم .