وأما قوله تعالى : (
ولعلكم تشكرون ) ففيه بحثان :
أحدهما : أن كلمة " لعل " للترجي ، والترجي لا يجوز في حق الله .
والثاني : البحث عن حقيقة الشكر ، وهذان بحثان قد مر تقريرهما .
بقي ههنا بحث ثالث ، وهو أنه ما الفائدة في ذكر هذا اللفظ في هذا الموضع ، فنقول : إن الله تعالى لما أمر بالتكبير وهو لا يتم إلا بأن يعلم العبد جلال الله وكبرياءه وعزته وعظمته ، وكونه أكبر من أن تصل إليه عقول العقلاء ، وأوصاف الواصفين ، وذكر الذاكرين ، ثم يعلم أنه سبحانه مع جلاله وعزته واستغنائه عن جميع المخلوقات ، فضلا عن هذا المسكين ، خصه الله بهذه الهداية العظيمة لا بد وأن يصير ذلك داعيا للعبد إلى
الاشتغال بشكره ، والمواظبة على الثناء عليه بمقدار قدرته وطاقته ، فلهذا قال : (
ولعلكم تشكرون ) .