المسألة الخامسة : قال
الليث : الرفث أصله قول الفحش ، وأنشد
الزجاج :
ورب أسراب حجيج كظم عن اللغا ورفث التكلم
يقال : رفث في كلامه يرفث وأرفث إذا تكلم بالقبيح قال تعالى : (
فلا رفث ولا فسوق ) [ البقرة : 197 ] ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه أنشد وهو محرم :
وهن يمشين بنا هميسا إن تصدق الطير ننك لميسا
فقيل له : أترفث ؟ فقال : إنما الرفث ما كان عند النساء ، فثبت أن
الأصل في الرفث هو قول الفحش ثم جعل ذلك اسما لما يتكلم به عند النساء من معاني الإفضاء ، ثم جعل كناية عن الجماع وعن كل ما يتبعه .
فإن قيل : لم كنى ههنا عن الجماع بلفظ الرفث الدال على معنى القبح بخلاف قوله : (
وقد أفضى بعضكم إلى بعض ) [ النساء : 21 ] (
فلما تغشاها ) [ الأعراف : 189 ] (
أو لامستم النساء ) [ النساء : 43 ] ، (
دخلتم بهن ) [ النساء : 23 ] ، (
من قبل أن تمسوهن ) [ البقرة : 237 ] (
فما استمتعتم به منهن ) [ النساء : 24 ] (
ولا تقربوهن ) [ البقرة : 222 ] .
جوابه : السبب فيه استهجان ما وجد منهم قبل الإجابة كما سماه اختيانا لأنفسهم ، والله أعلم .
المسألة السادسة : قال
الأخفش : إنما عدى الرفث بإلى لتضمنه معنى الإفضاء في قوله : (
وقد أفضى بعضكم إلى بعض ) [ النساء : 21 ] .