المسألة العاشرة :
المختار عندنا أن
اشتباه الضاد بالظاء لا يبطل الصلاة ، ويدل على أن المشابهة حاصلة بينهما جدا ، والتمييز عسر ، فوجب أن يسقط التكليف بالفرق ، بيان المشابهة من وجوه :
الأول : أنهما من الحروف المجهورة .
والثاني : أنهما من الحروف الرخوة .
والثالث : أنهما من الحروف المطبقة .
والرابع : أن الظاء وإن كان مخرجه من بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا ، ومخرج الضاد من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس إلا أنه حصل في الضاد انبساط لأجل رخاوتها ، وبهذا السبب يقرب مخرجه من مخرج الظاء .
والخامس : أن النطق بحرف الضاد مخصوص بالعرب ، قال عليه الصلاة والسلام : "
أنا أفصح من نطق بالضاد " .
فثبت بما ذكرنا أن
المشابهة بين الضاد والظاء شديدة وأن التمييز عسر ، وإذا ثبت هذا فنقول : لو كان هذا الفرق معتبرا لوقع السؤال عنه في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أزمنة الصحابة ، لا سيما عند دخول
العجم في الإسلام ، فلما لم ينقل وقوع السؤال عن هذه المسألة ألبتة علمنا أن التمييز بين هذين الحرفين ليس في محل التكليف .