أما قوله تعالى : (
أو أشد ذكرا ) ففيه مسألتان :
المسألة الأولى : عامل الإعراب في (
أشد ) قيل : الكاف ، فيكون موضعه جرا ، وقيل : "اذكروا" فيكون موضعه نصبا ، والتقدير : اذكروا الله مثل ذكركم آباءكم ، واذكروه "أشد ذكرا" من آبائكم .
المسألة الثانية : قوله : (
أو أشد ذكرا ) معناه : بل أشد ذكرا ، وذلك لأن مفاخر آبائهم كانت قليلة ، أما
صفات الكمال لله عز وجل فهي غير متناهية ، فيجب أن يكون اشتغالهم بذكر صفات الكمال في حق الله
[ ص: 159 ] تعالى أشد من اشتغالهم بذكر مفاخر آبائهم ، قال
القفال رحمه الله : ومجاز اللغة في مثل هذا معروف ، يقول الرجل لغيره : افعل هذا إلى شهر أو أسرع منه ، لا يريد به التشكيك ، إنما يريد به النقل عن الأول إلى ما هو أقرب منه .