أما قوله تعالى : (
أولئك لهم نصيب مما كسبوا ) ففيه مسائل :
المسألة الأولى : قوله تعالى : (
أولئك ) فيه قولان :
أحدهما : إنه إشارة إلى الفريق الثاني فقط الذين
[ ص: 162 ] سألوا الدنيا والآخرة ، والدليل عليه أنه تعالى ذكر حكم الفريق الأول حيث قال : (
وما له في الآخرة من خلاق ) .
والقول الثاني : أنه راجع إلى الفريقين أي لكل من هؤلاء نصيب من عمله على قدر ما نواه ، فمن
أنكر البعث وحج التماسا لثواب الدنيا فذلك منه كفر وشرك والله مجازيه ، أو يكون المراد أن من عمل للدنيا أعطي نصيب مثله في دنياه كما قال : (
من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب ) [الشورى : 20] .