1. الرئيسية
  2. التفسير الكبير
  3. سورة البقرة
  4. قوله تعالى هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر
صفحة جزء
أما قوله تعالى : ( وقضي الأمر ) ففيه مسائل :

المسألة الأولى : المعنى أنه فرغ ما كانوا يوعدون به فعند ذلك لا تقال لهم عثرة لهم ولا تصرف عنهم عقوبة ولا ينفع في دفع ما نزل بهم حيلة .

المسألة الثانية : قوله : ( وقضي الأمر ) معناه : ويقضي الأمر ، والتقدير : إلا أن يأتيهم الله ويقضي الأمر ، فوضع الماضي موضع المستقبل وهذا كثير في القرآن ، وخصوصا في أمور الآخرة فإن الإخبار عنها يقع كثيرا بالماضي ، قال الله سبحانه وتعالى : ( ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي ) [المائدة : 116] والسبب في اختيار هذا المجاز أمران :

أحدهما : التنبيه على قرب أمر الآخرة فكأن الساعة قد أتت ووقع ما يريد الله إيقاعه .

والثاني : المبالغة في تأكيد أنه لا بد من وقوعه لتجزى كل نفس بما تسعى ، فصار بحصول القطع والجزم بوقوعه كأنه قد وقع وحصل .

المسألة الثالثة : الأمر المذكور ههنا هو فصل القضاء بين الخلائق ، وأخذ الحقوق لأربابها وإنزال كل أحد من المكلفين منزلته من الجنة والنار ، قال تعالى : ( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ) [إبراهيم : 22] .

إذا عرفت هذا فنقول : قوله : ( وقضي الأمر ) يدل على أن أحوال القيامة توجد دفعة من غير توقف ، فإنه تعالى ليس لقضائه دافع ، ولا لحكمه مانع .

المسألة الرابعة : قرأ معاذ بن جبل " وقضاء الأمر" على المصدر المرفوع عطفا على الملائكة .

التالي السابق


الخدمات العلمية