صفحة جزء
مسألة : ( ويعود إلى الركن فيستلمه ويخرج إلى الصفا من بابه ) .

وجملة ذلك : أن يختم الطواف باستلام الحجر ، ثم يستلمه بعد ركعتي الطواف ، سواء في طواف القدوم والزيارة والوداع ; لأن في حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا ، ثم تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ : ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) فجعل المقام بينه وبين البيت ، فكان [ ص: 450 ] أي يقول : - ولا أعلم ذكره إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الركعتين : قل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون ، ثم رجع إلى الركن فاستلمه ، ثم خرج من الباب إلى الصفا ، فلما دنا من الصفا قرأ ( إن الصفا والمروة من شعائر الله ) أبدأ بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت ، فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ، ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ، ثم دعا بين ذلك ، قال مثل هذا ثلاث مرات ، ثم نزل إلى المروة حتى انصبت قدماه في بطن الوادي ، حتى إذا صعدتا مشى حتى أتى المروة ، ففعل على المروة كما فعل على الصفا ، حتى إذا كان آخر طوافه على المروة قال : لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي وجعلتها عمرة ، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة ، فقام سراقة بن جعشم فقال : يا رسول الله ألعامنا هذا أم للأبد ؟ فشبك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصابعه واحدة في الأخرى ، وقال : دخلت العمرة في الحج مرتين لا ، بل لأبد الأبد " وذكر الحديث ، رواه مسلم وغيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية