فصل :
وهل تسمى المضمضة والاستنشاق فرضا على روايتين منصوصتين ، وكذلك عنه في صدقة الفطر بناء على إحدى الروايتين عنه أن الفرض ما يثبت بكتاب الله دون ما ثبت وجوبه بالسنة ، أو ما يثبت بدليل قاطع دون ما ثبت بخبر الواحد والعموم ونحو ذلك . وربما قيل : ما لم يسقط في عمد ولا سهو ، ويجوز تأخيرهما عن غسل ظاهر الوجه ، ويجب تقديمهما على غسل اليد في إحدى الروايتين ؛ لأنهما من الوجه فوجب تقديمهما كسائر أجزائه .
والرواية الثانية : أنه يجوز تأخيرهما عن جميع الأعضاء ، وأنه لا يجب الترتيب والموالاة بينهما وبين غيرهما ؛ لما روى
nindex.php?page=showalam&ids=241المقدام بن معدي كرب قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16014371أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء " فتوضأ فغسل كفيه ثلاثا ، وغسل وجهه ثلاثا ، ثم غسل ذراعيه ثلاثا ، ثم تمضمض واستنشق ثلاثا ، ثم مسح رأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما " . رواه
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود ؛ ولأن وجوبهما
[ ص: 181 ] لم يعلم بنص القرآن ، والترتيب إنما يجب بين الأعضاء المذكورة في القرآن ليبدأ بما بدأ الله به ، وإنما هما من الوجه على سبيل التبع كما أن الأذنين من الرأس فجاز غسلهما تبعا .