صفحة جزء
( 1309 ) مسألة : قال : ( وينزل فيصلي بهم الجمعة ركعتين ، يقرأ في كل ركعة الحمد لله ، وسورة ) وجملة ذلك أن صلاة الجمعة ركعتان عقيب الخطبة ، يقرأ في كل ركعة ( الحمد لله ) وسورة ، ويجهر بالقراءة فيهما . لا خلاف في ذلك كله . قال ابن المنذر : أجمع المسلمون على أن صلاة الجمعة ركعتان وجاء الحديث عن عمر ، أنه قال : { صلاة الجمعة ركعتان ، تمام غير قصر ، على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم } رواه الإمام أحمد ، وابن ماجه .

ويستحب أن يقرأ في الأولى بسورة الجمعة ، والثانية بسورة المنافقين . وهذا مذهب الشافعي ، وأبي ثور لما روي عن عبيد الله بن أبي رافع ، قال : { صلى بنا أبو هريرة الجمعة فقرأ سورة الجمعة في الركعة الأولى ، وفي الركعة الآخرة : إذا جاءك المنافقون . فلما قضى أبو هريرة الصلاة أدركته ، فقلت : يا أبا هريرة ، إنك قرأت بسورتين كان علي يقرأ بهما بالكوفة . قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في الجمعة . } أخرجه مسلم . وإن قرأ في الثانية بالغاشية ، فحسن ; فإن الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير : { ماذا كان يقرؤه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة ، على إثر سورة الجمعة فقال : كان يقرأ ب هل أتاك حديث الغاشية } أخرجه مسلم . وإن قرأ في الأولى ب ( سبح ) وفي الثانية بالغاشية ، فحسن ; فإن النعمان بن بشير ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين ، وفي الجمعة ، ب " سبح اسم ربك الأعلى " ، و " هل أتاك حديث الغاشية " فإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد ، قرأ بهما أيضا في الصلاتين } . أخرجه مسلم . وروى سمرة بن جندب ، { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الجمعة ب { سبح اسم ربك الأعلى } و { هل أتاك حديث الغاشية } معا } . رواه أبو داود ، والنسائي

وقال مالك : أما الذي جاء به الحديث ( هل أتاك حديث الغاشية ) مع سورة الجمعة ، والذي أدركت عليه الناس ب ( سبح اسم ربك الأعلى ) وحكي عن أبي بكر عبد العزيز ، أنه كان يستحب أن يقرأ في الثانية ( سبح ) ، ولعله صار إلى ما حكاه مالك أنه أدرك الناس عليه ،

واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن . ومهما قرأ فهو جائز حسن ، إلا أن الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن ، ولأن سورة الجمعة تليق بالجمعة ; لما فيها من ذكرها ، والأمر بها ، والحث عليها .

التالي السابق


الخدمات العلمية