صفحة جزء
( 1312 ) فصل : وأما قوله " بسجدتيها " فيحتمل أنه للتأكيد ، كقول الله تعالى : { ولا طائر يطير بجناحيه } ويحتمل أنه للاحتراز من الذي أدرك الركوع ، ثم فاتته السجدتان ، أو إحداهما ، حتى سلم الإمام ، لزحام ، أو نسيان ، أو نوم ، أو غفلة ، وقد اختلفت الرواية عن أحمد في من أحرم مع الإمام ، ثم زحم فلم يقدر على الركوع والسجود حتى سلم الإمام ، فروى الأثرم ، والميموني ، وغيرهما ، أنه يكون مدركا للجمعة ، يصلي ركعتين .

اختارها الخلال . وهذا قول الحسن ، والأوزاعي ، وأصحاب الرأي ; لأنه أحرم بالصلاة مع الإمام في أول ركعة ، أشبه ما لو ركع وسجد معه . ونقل صالح ، وابن منصور ، وغيرهما ، أنه يستقبل الصلاة أربعا .

وهو ظاهر قول الخرقي وابن أبي موسى ، واختيار أبي بكر ، وقول قتادة ، وأيوب السختياني ، ويونس بن عبيد ، والشافعي ، وأبي ثور ، وابن المنذر ، لأنه لم يدرك ركعة كاملة ، فلم يكن مدركا للجمعة ، كالتي قبلها .

التالي السابق


الخدمات العلمية