صفحة جزء
( 2529 ) مسألة : قال : ( فإذا بلغ محسرا أسرع ، ولم يقف حتى يأتي منى ، وهو مع ذلك ملب ) يستحب الإسراع في وادي محسر ، وهو ما بين جمع ومنى ، فإن كان ماشيا أسرع ، وإن كان راكبا حرك دابته ; لأن جابرا قال في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم : { إنه لما أتى بطن محسر حرك قليلا } . ويروى أن عمر رضي الله عنه ، لما أتى محسر أسرع ، وقال :

إليك تعدو قلقا وضينها مخالفا دين النصارى دينها     معترضا في بطنها جنينها

وذلك قدر رمية بحجر ، ويكون ملبيا في طريقه ، فإن الفضل بن عباس كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ، وروى { أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة } متفق عليه .

وفي لفظ عنه ، { قال : شهدت الإفاضتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه السكينة ، وهو كاف بعيره ، ولبى حتى رمى جمرة العقبة } . وعن الأسود ، قال : أفاض عمر عشية عرفة ، وهو يلبي بثلاث : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك . ولأن التلبية من شعار الحج ، فلا يقطع إلا بالشروع في الإحلال ، وأوله رمي جمرة العقبة .

التالي السابق


الخدمات العلمية