[ ص: 397 ] كتاب الرجعة وهي ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع ; أما الكتاب فقول الله سبحانه وتعالى : {
والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء } إلى قوله : {
وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا } والمراد به الرجعة عند جماعة العلماء وأهل التفسير وقال تعالى : {
وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف } أي بالرجعة ومعناه إذا قاربن بلوغ أجلهن أي انقضاء عدتهن وأما السنة ، فما روى
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=19665طلقت امرأتي وهي حائض فسأل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : مره فليراجعها } متفق عليه .
وروى
أبو داود عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=21329إن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة ثم راجعها } وأجمع أهل العلم أن الحر إذا طلق الحرة دون الثلاث أو العبد إذا طلق دون الاثنتين أن لهما الرجعة في العدة ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر ( 6070 ) مسألة ; قال : ( والزوجة إذا لم يدخل بها تبينها تطليقة وتحرمها الثلاث من الحر والاثنتان من العبد ) أجمع أهل العلم على أن
غير المدخول بها تبين بطلقة واحدة ولا يستحق مطلقها رجعتها ; وذلك لأن الرجعة إنما تكون في العدة ولا عدة قبل الدخول ; لقول الله سبحانه : {
يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا } فبين الله سبحانه أنه لا عدة عليها فتبين بمجرد طلاقها وتصير كالمدخول بها بعد انقضاء عدتها لا رجعة عليها ولا نفقة لها
وإن رغب مطلقها فيها فهو خاطب من الخطاب يتزوجها برضاها بنكاح جديد وترجع إليه بطلقتين وإن
طلقها اثنتين ثم تزوجها رجعت إليه بطلقة واحدة بغير خلاف بين أهل العلم وإن
طلقها ثلاثا بلفظ واحد حرمت عليه حتى تنكح زوجا غيره في قول أكثر أهل العلم وقد ذكرنا ذلك فيما مضى ولا خلاف بينهم في أن
المطلقة ثلاثا بعد الدخول لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره لقول الله سبحانه : {
فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره }
وروت
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=6384أن رفاعة القرظي طلق امرأته فبت طلاقها فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إنها كانت عند رفاعة فطلقها آخر ثلاث تطليقات فتزوجت بعده بعبد الرحمن بن الزبير وإنه والله ما معه إلا مثل هذه الهدبة ، وأخذت بهدبة من جلبابها قالت : فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا وقال : لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة ؟ لا حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته } متفق عليه وفي إجماع أهل العلم على هذا غنية عن الإطالة فيه ، وجمهور أهل العلم على أنها لا تحل للأول حتى يطأها الزوج الثاني وطئا يوجد فيه التقاء الختانين إلا أن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب من بينهم قال : إذا تزوجها تزويجا صحيحا لا يريد به إحلالا فلا بأس أن يتزوجها الأول
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر : لا نعلم أحدا من
[ ص: 398 ] أهل العلم قال بقول
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب هذا إلا
الخوارج أخذوا بظاهر قوله سبحانه : {
حتى تنكح زوجا غيره } ومع تصريح النبي صلى الله عليه وسلم ببيان المراد من كتاب الله تعالى وأنها لا تحل للأول حتى يذوق الثاني عسيلتها وتذوق عسيلته لا يعرج على شيء سواه ، ولا يسوغ لأحد المصير إلى غيره مع ما عليه جملة أهل العلم ; منهم
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر وعائشة رضي الله عنهم وممن بعدهم
nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق والزهري nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك وأهل
المدينة nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري وأصحاب الرأي
والأوزاعي وأهل
الشام nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12078وأبو عبيدة وغيرهم .